قصة مدرس (الجزء الأول)

يوميات مدرس
الجزء ألاول

فى الصباح الباكر يستيقظ أحمد أدهم مدرس الفيزياء بمدرسة النور الثانوية .... وكعادته كل يوم وبعد أن يصلى الصبح يتناول كوب الشاى بدون سكر ويخرج مسرعاً إلى الغرفة الموجودة بالدور ألارضى فهناك مجموعة من الطلبة تنتظره وجيوبهم مملوئة بالأموال .!!!!
يقابلهم بكل بشاشة مبتسمًًا فى وجوههم ويعاملهم بكل إحترام ثم يبدأ فى شرح الدرس المطلوب فى حين أن وجوه هؤلاء الطلبة يغطيها النوم لكن أعينهم شاخصة معه وعقولهم تفكر فيما سيفعلون إن لم يفهموا الدرس هل يذهبون لمدرس اخر ؟؟ مما يعنى دفع مبالغ مالية أخرى...................!!!!!!!!!!!
وفى تلك ألاثناء يقوم أحمد أدهم بشرح الدرس غير مهتم بما يراه على وجوههم فهو يعمل على شرح الدرس الذى بدئه فى السادسة صباحاً كما ينتظر دقات السابعة ليدفع كل طالب ما بحوزته من نقود ثلاثون من الجنيهات هى ثمن الحصة الواحدة وبالفعل عند دقات السابعة يسكت أحمد أدهم عن الكلام المباح ويبدأ فى جمع النقود بينما تخرج الطلبة إستعدادًا للذهاب إلى المدرسة ....!!!
ومن الممكن أن نضبط ساعة جامعة القاهرة على صوت عفاف زوجة أحمد أدهم وهى تناديه فى السابعة والربع قائلة له "ياأبو محمد يلا الفطار جاهز" ويذهب ألاستاذ أحمد إلى زوجته محملا ًبالنقود وكأنه عائداً من إحدى دول الخليج فلقد كسب مئات الجنيهات مقابل ساعة واحدة............
ثم يجلس على مائدة الافطار بعد أن سلم ما معه من نقود إلى زوجته عفاف لتضعهم داخل الصندوق الحديدى الذى يحفظ فيه الاموال, ثم تعود هى وطفلها لتناول الافطار مع ألاستاذ أحمد .............
ثم يغادر أحمد متوجها إلى المدرسة لحضور الطابور المدرسى حيث أنه مكلف بالحصة ألاولى ولابد من تواجده............................. وبعد حضوره وإلقاء السلام على كل الموجودين يتوجه إلى الفصل لشرح الدرس الذى شرحه فى الصباح الباكر لكن هذه المرة يريد أن يشرحه فى زمن قياسى يزيد قليلا عن نصف ساعة ثم يناقش الطلبة ويأخذ ارائهم فى مباراة كرة القدم التى أقيمت أمس بين ألاهلى والمصرى !! بينما يعاقب محبى الزمالك بعدم الكلام وإن كانت المساواة فى الظلم عدل...!
وما أن يدق عم حسنين الجرس حتى يخرج ألاستاذ أحمد مسرعاً خارج الفصل ليذهب إلى غرفة المدرسين ليكمل حواره عن مباريات كرة القدم وإستعدادات كلا من ألاهلى والزمالك للقاء المرتقب بينهما الاسبوع المقبل وكل هذه الحوارات يحبها ألاستاذ أحمد بدرجة قد تنسيه حبه لمادته العلمية ...!!!
ومع بداية الحصة الرابعة يتوجه ألاستاذ إلى الفصل بعد أن أصابه الصداع من كثرة الكلام أثناء إنتظاره لموعد حصته ................
ليدخل إلى الفصل متعبا ومرهقًا من كثرة الكلام فيعقد إتفاق بينه وبين الطلبة على أن يرتاح لربع ساعة ثم يعاود شرح الدرس على أن يفعلوا ما يريدون دون الخروج من الفصل...!!! حتى لا ينكشف أمره ويعلم الجميع أنه نائم فى الفصل.
ويترك الطلبة ألاستاذ الفاضل نائم....! كما يتمنون له أحلاماً سعيدة حتى إستيقظ على صوت الجرس معلناً نهاية الحصة فيخرج من الفصل بعد أن وعد الطلبة بتعويض الحصة رغم أن الطلبة غير مبالين بما يقول...!!!
ثم يعود ألاستاذ إلى المنزل ليجد محمد وأم محمد بإنتظاره لتناول وجبة الغداء . وبعد تناول الغداء يفضل الراحة لمدة ساعتين بعدها يستيقظ فهناك مجموعة من الطلبة تأتيه فى الثالثة مساءًًًًًًًًًً ليقوم بشرح منهج الفيزياء على مجموعة حصص فى وقت قياسى فهو أستاذ الاوقات القياسية.............
ولا تزال تتوالى الطلبة فى مجموعات حتى الواحدة صباحاً وعندها يخرج ألاستاذ أحمد من الغرفة الموجودة بالدور ألارضى محملا بالنقود التى قد تملأ صندوقه وتفيض .......................!!!!!!!!
ليجد أم محمد قد أعدت له العشاء ليتناوله ثم يخلد للنوم دون أن يدرى شيئا عن أى شئ داخل بيته إلا أنه يفكر فى النوم لأنه عليه الاستيقاظ من نومه مبكرا فلديه حصة فى السادسة صباحًا وعليه فإنه يجب أن ينام ألان .....................................
وإن كان على ألاستاذ أحمد أن ينام فأعتقد انه يجب علينا أن نستيقظ لنحمى هؤلاء الطلبة وأولى أمورهم من شر ألاستاذ أحمد وأمثاله.
حقا علينا ان نستيقظ وعلى الاستاذ أحمد أن ينام
دون أن يفكر ولو للحظه فى ألاستيقاظ من جديد.